تابعوا الدنيا حلوة على:

من مدينة صغيرة إلى أشهر لاعبة في العالم

تفاعل مع هذه المقالة
دعم
دعم
1
اعجاب
اعجاب
6
حب
حب
14

يرتبط اسم الرجال في الرياضات العربية بشكل وثيق لكن بعد عدة محاولات اصبح الأمر مختلفاً بسبب إنجازات أنثوية تجاوزت عالمنا العربي، في الأمس كنا نروي لأطفالنا حكاية غادة شعاع وبطولاتها واليوم نحن أمام معجزة رياضية حية نحن شهود على ما تحققه كل مرة، هي أُنس جابر قليل عليها لقب “وزيرة السعادة” كما يلقبها جمهورها في تونس.

تعتبر أنس من أفضل لاعبات التنس في العالم وتحتل المرتبة الخامسة عالمياً وهذه التصنيف يتغير كل فترة محققة ترتيب يتجاوز أفضل اللاعبين العرب بكثير، كيف وصلت أنس صاحبة “٢٨” عام إلي هذا الاحتراف، دعني اخبرك بمجهود تونسي وطني بالكامل وبتجهيزات متواضعة وإيمان عظيم بموهبة أنس

الجولة الأولى

كانت بداية أنس في محافظة سوسة الساحلية شرق البلاد في ملاعب على ملك فنادق في المنطقة السياحية، ثم انتقلت إلى ملعب “نادي حمّام سوسة” في ذات المحافظة. حينها اكتشف مدربها نبيل مليكة موهبة فريدة بشخصية “تحاول ان تكون المتميزة” على بقية رفاقها من البنات والأولاد كذلك.

يقول مليكة (55 عاماً) والذي رافق جابر في التدريب طوال عشر سنوات ولا يزال متشبثاً بتدريب البراعم في ذات النادي “كانت لها قدرات تحكم كبيرة في الكرة، حتى أن مدربين آخرين حاولوا استقطابها لكرة اليد، وفعلا فكّرت أنس بجدية في تغيير اختصاصها لكن تمسّكت ببقائها في رياضة التنس”.

تغطي صور جابر جدران ملاعب نادي حمّام سوسة الذي خطت فيه أولى خطواتها في عالم الكرة الصفراء. يتدرّب العشرات من الأطفال ويقلّدونها حتى في طريقة صرختها عندما تضرب ارسالاتها خلال منافساتها.

وُلدت أنس في عائلة تتكون من شابين وفتاتين هي أصغرهم.

انتقلت جابر في سن الثانية عشرة إلى العاصمة تونس للتدرّب في المعهد الرياضي بالمنزه (حكومي يضم نخبة الرياضيين) لتبدأ مشواراً جديدا في حياتها. كان يرافقها آنذاك عمر العبيدي وهو لاعب تنس محترف ويدرّب حالياً هذا الاختصاص في نادي حمّام سوسة.

أضواء الشهرة

يُعرف عن أنس أن لديها أسلوب لعب خاص في طريقة التعامل مع منافساتها خلال المباراة وتبحث عن تقديم العروض الجميلة “هي تكره اللعب بنسق واحد، تبحث دائما على خلق الفرجة بتنويع اللعب بتسديدات تفاجئ بها الخصم، وخصوصا منها عبر الكرات الساقطة”، حسب مليكة الذي يؤكد انها “فعلا ملكة الدروب شوت منذ زمن”.

يبلغ طولها 1.67 م وترتكز في لعبها على يدها اليمنى. هي متزوجة من معدّها البدني ولاعب المبارزة بالسيف السابق كريم كمّون منذ العام 2015.

لم تتغيّر أنس كثيرا “مرحة وتتأقلم بسرعة حتى مع من لا تعرفهم” مثلما كانت من قبل “مستفزة وتجادل في كل المواضيع بمنافسة كبيرة”. لكنها في المقابل “محاربة وتلعب لآخر لحظة وصعبة المراس، حتى انها تواصل اللعب وهي مصابة”، حسب العبيدي.

يؤكّد كلّ من عرفها سابقاً على أن “طبعها لم يتغيّر” بالرغم من الشهرة الواسعة، حتى أنها حافظت على “خاصية جمع الكرات إثر التدريب وهي تركض وهذه العادة رافقتها منذ ان بدأت اللعبة”، في تقدير مليكة.

تزايد الاقبال على لعبة التنس في صفوف الأطفال بفضل التألق الدولي، فتضاعف عدد المنخرطين في ناديها الأمّ في حمّام سوسة منذ ان بدأت جابر في صعودها في ترتيب المحترفات في العام 2018، حتى وصل إلى أكثر من 700 منخرط ما بين اناث وذكور.

وترى يسرى قوبعة وهي والدة ياسمين (8 سنوات) والتي تتدرب في النادي ان جابر “مثال للأمل الذي نحييه كل مرة لدى أطفالنا”.

أخيراً بعد سلسلة من البطولات استطاعت الوصول إلى نهائي بطولة ويمبلدون وكانت جابر، النجمة التونسية الملهمة، تسعى إلى لإحراز اللقب، لتصبح أول لاعب عربي يفوز بلقب من ألقاب بطولات غراند سلام، لكن لم يحالفها الحظ وحققت المركز الثاني في البطولة

 

وتمثل أُنس مصدر إلهام للكثيرين وقد مكنها ذلك من الفوز في بطولات اتحاد لاعبات التنس المحترفات والارتقاء في التصنيف وكسر الحواجز بانتظام، وقالت “أحب هذه البطولة كثيراً وأشعر بالحزن حقًا، لكنه في التنس، هناك فائز واحد فقط”.

وأضافت “أحاول إلهام العديد من الأجيال من بلدي. آمل أن يستمعوا”.

 

 

شارك:

إن أعجبك أي مقال وترغب بالمساعدة، يمكنك التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن العربي

 دنيا حلوة لاتتحمل أي مسؤولية عن هذه الجمعيات وينصح التأكد قبل التبرع لأي منها 

Scroll to Top