في عالم نتلقى فيه الكثير من الأخبار والمعلومات المشتتة، قد يكون من الصعب على بعض الأفراد الحفاظ على التركيز والبقاء هادئين. اضطراب فرط النشاط، المعروف أيضاً باسم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو اضطراب عصبي يعاني منه العديد من الأطفال والبالغين حول العالم. لكنه بالنسبة لفتاة مصرية، قادها إلى اكتشاف شغف ساعدها في التغلب على حالتها.
تعرف على آية الشربيني، فتاة مصرية تبلغ من العمر 34 عاماً، تم تشخيص إصابتها باضطراب فرط الحركة. عانت آية من مشكلات في التركيز والتعامل مع المشتتات كثيراً، لكن في لحظة فارقة من حياتها، نصحها أحد المعالجين النفسيين بممارسة نشاطٍ يدوي، حينها تذكرت حبها للعطور والروائح العربية.
اشترت أية من الإنترنت أدوات صغيرة تستخدم لتصنيع الشموع، وبدأت تدير عملها الخاص الذي تبيع من خلاله الشموع المعطرة عبر صفحتها على الإنترنت التي تحمل اسم (فليمز).
أحبت آية عملية إذابة الشمع وخلط الروائح وصب الشمع في قوالب مختلفة. أثناء عملها على صنع الشموع، وجدت أن ذلك يساعدها على الاسترخاء، وأنها تستطيع التركيز على المهمة التي تقوم بها.
مع مرور الوقت، نما شغف آية بصناعة الشموع، وأصبحت تصنع الشموع بأشكال وأحجام وروائح مختلفة. وسرعان ما نما عدد متابعي صفحتها، وبدأت تتلقى طلبات الشراء من الناس في جميع أنحاء مصر.
شعرت آية بسعادة غامرة لرؤية التأثير الإيجابي لصنع الشموع على حياتها. لم يساعدها ذلك في إدارة اضطراب فرط الحركة فقط، بل منحها أيضاً الإحساس بأنها فتاة ناجحة وتحقق إنجازاً، وجعلها قادرة على الاستمتاع بعلاقة أكثر استقراراً مع عائلتها وزوجها وطفليها الصغيرين.
اليوم، تستمر آية في صنع الشموع وتوسعت أعمالها. وهي تسعى لتوجيه الآخرين الذين يعانون من نفس الاضطراب للقيام بنشاطات وأعمال تساعدهم على إدارة أعراضهم.
قصة آية هي شهادة على قوة الشغف وكيف يمكن أن تساعدنا في التغلب على التحديات. لم يساعدها حبها لصنع الشموع في إدارة اضطراب فرط الحركة فحسب، بل منحها إحساساً بالهدف وألهمها لمساعدة الآخرين. تذكرنا قصتها أنه مع القليل من الإبداع والتصميم، يمكننا تحويل التحديات إلى فرص وخلق مستقبل أكثر إشراقاً لأنفسنا ولمن حولنا.
