تابعوا الدنيا حلوة على:

رولا الأبيض .. أستاذة طب الأعصاب التي كانت تلقب “بنت الزبّال”

رولا الأبيض
تفاعل مع هذه المقالة
دعم
دعم
10
اعجاب
اعجاب
6
حب
حب
15

“بنت الزبّال”، هكذا كان طلاب المدرسة وأهالي الحي يلقبونها، لدرجة أن الكثير منهم لا يعرف اسمها الحقيقي، فوالدها كان عاملاً في البلدية، يقوم بتنظيف الشوارع والأزقة.

تتحدث أستاذة طب الأعصاب في جامعة حلب السورية رولا الأبيض عن حياتها حين كان صغيرة، وكيف أن الناس كانوا ينظرون لها ولعائلتها نظرةً دونية.

تقول الدكتورة: “لم نكن نأكل زبالة مثلما كانوا يعتقدون، كنّا عائلةً مثل أي عائلةٍ أخرى نطبخ ونسهر ونضحك معاً، 3 صبيان وبنتان، وأنا أكبرهم، لم يكن أحد ينتبه لتفوقي في المدرسة لأنني كنت بنت الزبّال، والقليل منهم كان يكلمني، ولم يرغب أحد في الجلوس معي”.

تتذكر الدكتورة رولا الأبيض أحد الأيام حين سألتها المعلمة عما تريد أن تصبح حين تكبر، لتقاطعها إحدى الطالبات وتقول أمام الجميع “حلمها تلم زبالة”، حينها ضحك الجميع وبكت بحرقة، لكن المعلمة احتضنتها وهمست في أذنها قائلةً: “لا تزعلي أو تخجلي من عمل والدكِ، فوالدي كان حارساً لعمارة ويقوم بشطف الدرج، ويأخذ منهم الثياب القديمة لنلبسها نحن بسعادة وفرح .. كوني قويّة”.

منذ تلك اللحظة، قررت رولا أن تكون قوية ولا تسمح لأحد بأن يسخر منها أو يقلل من شأنها، كما علمت أخوتها كيف يتعاملون مع حالاتٍ مماثلة، وكيف يمكنهم مواجهة ذلك كي لا يفقدوا ثقتهم بأنفسهم وتُجرح مشاعرهم.

وهكذا مرت الأيام والسنين على الطالبة رولا واستمرت في تفوقها بالمدرسة، وأنهت المرحلة الثانوية بعلاماتٍ ممتازة جعلتها مؤهلة لدراسة الطب في جامعة حلب، في هذه اللحظة، تغيرت حياتها رأساً على عقب، وبدلاً من لقب “بنت الزبال”، أصبحت “الدكتورة رولا”، نعم، أصبح الناس يقولون: جاءت الدكتورة وذهبت الدكتورة.

مجرد ذكر كلمة الدكتورة قبل اسمها يجعلها تطير من الفرح، فقد تمكنت من مواجهة الشيء الذي كان يجرحها في كل يوم.

أخوتها أيضاً تفوقوا في الدراسة، اثنين يدرسان الهندسة وآخر يدرس طب الأسنان وأختها تدرس الصيدلة، لم يعد أحد ينادهم “ولاد الزبّال”.

تقول الدكتورة رولا أن عبارة “بنت الزبّال” كانت مؤلمة جداً لوالدها، هذا الأب العظيم الذي عمل بجدٍ رغم التنمر من أجل توفير سبل العيش الكريم لعائلته، والذي أصّر رغم الصعاب على أن يدرس جميع أبناءه حتى تفوقوا. لذلك، تنصح الدكتورة رولا، وهي الآن متزوجة وأمٌ لولدين، أن نعلم أبناءنا احترام الأخرين، وأن نعاملهم بإنسانية بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي أو عملهم.

قصة استاذة طب الأعصاب في جامعة حلب الدكتورة رولا الأبيض ليست القصة الوحيدة من هذا النوع، فكم من قصص مماثلة في عالمنا لأشخاصٍ رائعين ومميزين يتعرضون للتنمر بسبب فقرهم أو لون بشرتهم أي غيرها من الأسباب.

شارك:

إن أعجبك أي مقال وترغب بالمساعدة، يمكنك التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن العربي

 دنيا حلوة لاتتحمل أي مسؤولية عن هذه الجمعيات وينصح التأكد قبل التبرع لأي منها 

Scroll to Top