تابعوا الدنيا حلوة على:

وداد الحيوي.. أردنية لم يمنعها الشلل من رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة

تفاعل مع هذه المقالة
دعم
دعم
6.4K
اعجاب
اعجاب
5.8K
حب
حب
7.4K

لم تكن الإعاقة سبباً يمنع وداد الحيوي من تحقيق حلمها، إنها امرأة أردنية تعاني من شلل الأطفال، أصبحت رمزاً للتغيير والتأثير في بلادها. وداد هي مؤسسة جمعية “النافذة البيضاء”، التي تهدف إلى دعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير فرص لهم للاندماج بالمجتمع، وتخليصهم من الوصمة والتهميش.

بداية المعاناة

تروي وداد قصة صراعها مع الإعاقة، فتقول: “كان عمري عامين حين أصبت بشلل الأطراف الأربعة بسبب خطأ طبي. كان والدي يحبني كثيراً، وسافر معي إلى خارج الأردن للعلاج. تحسنت حالتي قليلاً، فأستطعت تحريك يديّ، وبدأت أستخدم العكّاز للمشي. لكن المشكلة كانت في المدرسة، التي رفضت قبولي بالصف الأول. شعرت بالظلم والحزن، فأنا طفلة أرغب في التعلم مثل غيري”.

هذه المحنة لم تكن الوحيدة، فقدت وداد والدها في حادث سير حين كان عمرها 9 سنوات. اضطرت مع أسرتها إلى مغادرة مدينة الظليل التابعة لمحافظة الزرقاء والانتقال إلى مدرسة داخلية في عمّان. كانت سنوات صعبة جداً، شعرت بالوحدة والغربة، وكثير من التلاميذ كانوا يسخرون منها. تأثرت دراستها سلباً، ولم تستطع اجتياز امتحان الثانوية العامة.

شرارة التحدي

لكن وداد لم تستسلم للظروف المؤلمة، بل قررت أن تثبت لنفسها وللآخرين أنها قادرة على التغلب على الصعاب. قالت لنفسها: “إمَّا أن أحارب من أجل حياةٍ كريمة، أو أن أستسلم للإحباط. فاخترت التحدي”، 

سجلت وداد في دورة تدريبية لتعلم الحاسوب، وهناك تعرفت على العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من مشاكل مماثلة. شعرت بالتضامن معهم، وأرادت أن تساعدهم على تحسين حياتهم.

من أجل ذلك، قامت بخطوة جريئة، طلبت إجازة من التدريب لمدة شهرين، وخلال هذه الفترة تعلمت قيادة السيارة، واشترت واحدة. كان هدفها أن تستطيع التنقل بحرية، وأن تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على الخروج من عزلتهم. عادت وداد لإكمال التدريب، وبدأت في أنشطتها الاجتماعية والخيرية.

إنشاء الجمعية

قامت بتأسيس جمعية خيرية أطلقت عليها اسم “النافذة البيضاء”. اختارت هذا الاسم لأنه يرمز إلى الأمل والفرص، جاءت فكرة الجمعية من رغبتها في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على التخلص من الوصمة والحصول على حقوقهم. فلا يجب أن ننظر إلى هؤلاء بشفقة أو رحمة، بل بإحترام وتقدير. فهم يملكون إمكانيات وقدرات كبيرة إذا ما أتيحت الفرصة لهم.

قامت الجمعية بإحصاء أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقتها، وصل عددهم إلى نحو 2000 حالة. أصبح 300 منهم عضواً في الجمعية، يعملون سوياً على تقديم الدعم وتأسيس مشاريع صغيرة تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على الاستقلال المادي والاندماج في المجتمع.

شارك:

إن أعجبك أي مقال وترغب بالمساعدة، يمكنك التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن العربي

 دنيا حلوة لاتتحمل أي مسؤولية عن هذه الجمعيات وينصح التأكد قبل التبرع لأي منها 

Scroll to Top