منذ 17 سنة، تصنع هذه المرأة البسيطة الحياة كل يوم، تستيقظ في الصباح الباكر لتجمع الحليب من سكان القرية وتبيعه، ثم تتجه إلى المدرسة التي تعمل فيها كمعلمة، وبعد انتهاء دوام المدرسة، تعود إلى منزلها للاعتناء بشؤون أبنائها الثلاثة.
إنها المصرية هدى عبد اللطيف محمود مصطفى، التي تم تكريمها من قبل وزارة التضامن الاجتماعي المصرية ومنحها لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية لعام 2023، بعد أن ألهمت قصة كفاحها ملايين المصريين.
تعيش هدى (56 عاماً) في قرية الزعفران بمحافظة كفر الشيخ، في عام 2005، أصيب زوجها بمرض التهاب الكبد وفارق الحياة، ليتركها وحيدة مع 3 أطفال.
بعد وفاة زوجها، شعرت هدى أنها وحيدة وبدون معيل، تسبب ذلك في معانتها من ارتفاع ضغط الدم، لكن من أجل أطفالها، قاومت ووقفت على قدميها وبدأت السعي لتدبير احتياجات أطفالها وإيجار السكن.
كانت تعمل معلمة في مدرسة القرية الابتدائية، وتحصل على راتب زهيد لا يتجاوز 10 جنيهات مصرية، هذا المبلغ لا يكفي لإعالة نفسها وأطفالها، فاستأجرت محلاً قريباً من بيتها تجمع فيه الحليب من أهل القرية وتبيعه للتجار.
يبدأ عمل هدى في كل يوم مع أذان الفجر، تصلي وتطهو الطعام لأطفالها ثم تفتح محلها، ليأتي أهل القرية بالحليب حيث تجمعه ثم تبيعه للتجار، تغلق محلها في الساعة السابعة صباحاً، ثم تتوجه للمدرسة الابتدائية لتعليم التلاميذ.
بعد انتهاء دوام المدرسة، تبدأ في رعاية أبنائها من خلال إطعامهم ثم الإشراف على تعليمهم وحل واجباتهم.
تفاني هدى وكفاحها اليومي لم يكن بلا فائدة، فقد تعلم أبناؤها وتفوقوا في دراستهم، ابنها الأكبر محمد، تخرج في كلية الصيدلة، وابنتها سعدية الوسطى تخرجت من كلية الطب البشري وأصبحت طبيبة وتزوجت، والإبنة الصغيرة فاطمة تخرجت في كلية طب الأسنان.
قالت وزارة التضامن الاجتماعى المصرية أن فوز هدى بلقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية كان تكريما لعملها وتفانيها في الحفاظ على عائلتها وتعليم أبنائها ليصبحوا أفراداً فاعلين في مجتمعهم.
مقالات ذات صلة
بائع الماء اليمني على أهم القنوات العالمية
ستينية مغربية تخطف الأضواء بإطلالاتها الرائعة على إنستغرام
مكافأة قدرها 60 ألف دولار لشقيقان لبنانيين من ميتا
قرر أن يتغير فقط فغير آلاف الشباب من حوله “أحمد الشقيري”
قصة صعود نجم كرة القدم السنغالي ساديو ماني
أم سودانية تدرس الطب لمساعدة ابنها المريض بالشلل الدماغي