معظمنا يعيش في أماكن تتوفر فيها المياه النظيفة والصالحة للشرب على الدوام، لذلك، قد لا نشعر بأهمية الماء وقيمته، لكن في بعض الأماكن من العالم، يعتبر الحصول على المياه النظيفة رفاهية، ويتطلب الأمر مشقة كبيرة، ففي بعض أماكن الريف السوداني، يضطر بعض سكان القرى إلى المشي لمسافاتٍ طويلة حتى يصلوا لأقرب مصدر مياه، ثم يحملون عدة ليترات فقط إلى منازلهم.
لكن بالنسبة لـ 20 ألف شخص يعيشون في قريتي تاويت وتهجر الواقعتين شرق السودان، لم تعد المياه النظيفة والصالحة للشرب رفاهية، وذلك بفضل مشروعٍ تم تمويله من دولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا المشروع هو واحد من مجموعة مشاريع خيرية متنوعة تمولها الإمارات ضمن ما يعرف باسم “مبادرة ما بعد 2020” في العديد من دول العالم.
شمل المشروع تركيب حوضين صغيرين للمياه يعملان بالكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية، ليتم سحب المياه الجوفية وتجميعها في الحوضين، ويتمكن السكان من استخدامها.
قامت شركة “براكتيكال أكشن” الفائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2017 بتنفيذ المشروع، وهي منظمة غير ربحية تقع في المملكة المتحدة، تخصصت في تطوير الحلول المستدامة للتغلب على التحديات التي تواجهها بعض المجتمعات.
بفضل هذه المياه، سيحصل سكان القريتين على المياه للشرب والتنظيف دائماً، ما سيساهم في تحسين واقعهم ويقلل من الأمراض التي قد تصيب البعض نتيجة شرب المياه الملوثة.
هذا ليس المشروع الأول الذي قامت بتنفيذه “مبادرة ما بعد 2020″، تم حتى الآن تنفيذ 14 مشروعاً في مجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء في نيبال وتنزانيا وأوغندا والأردن ومصر وكمبوديا ومدغشقر وإندونيسيا وبنغلاديش والفلبين ورواندا والبيرو ولبنان والسودان، وقد حددت المبادرة 6 دول أخرى لتنفيذ مشاريع في المستقبل.
