هل سمعت من قبل عن ماليشا خاروا؟ هي فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً من حي دارافي الفقير في مدينة مومباي الهندية، لقد أصبحت الوجه الإعلامي لشركة Forest Essentials، وهي علامة تجارية فاخرة للعناية بالبشرة. انتشرت قصتها على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تم تصوير ردة فعلها حين شاهدت صورها في الحملة الإعلانية للشركة، حيث قالت: “لا أستطيع أن أصدق أن هذا أنا. أبدو كأميرة”.
لكن كيف حدث هذا التحول الشبيه بقصة سندريلا؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة لها ولغيرها من الأطفال المحرومين في الهند؟
تم اكتشاف ماليشا من قبل الممثل الأمريكي روبرت هوفمان، الذي زار دارافي كجزء من مشروع لبرنامج وثائقي. لقد أعجب بجمالها وجاذبيتها، وقرر مساعدتها في تحقيق حلمها بأن تصبح عارضة أزياء.
أنشأ لها صفحة على موقع Go Fund Me لجمع التبرعات وعلمها كيف تسوق لحملة التبرعات. كما اتصل بشركة Forest Essentials، وهي علامة تجارية فاخرة للعناية بالبشرة تستخدم المكونات الطبيعية ومبادئ طب الأيورفيدا. لقد كانت تبحث عن وجه جديد، أي امرأة شابة لتمثيل منتجاتها وقيمها.
اختارت Forest Essentials ماليشا لتكون الوجه الجديد للشركة، وأطلقت حملة إعلانية تتميز بابتسامتها المتألقة وبشرتها الخالية من العيوب. كما تعهدت بدعم تعليمها والتبرع بنسبة مئوية من مبيعاتها لمؤسسة خيرية تساعد الأطفال المحرومين في الهند. وذكرت الشركة في بيان: “نعتقد أن الجمال ليس فقط في البشرة، بل في الداخل. تجسد ماليشا هذه الفلسفة برشاقتها وشجاعتها وتفاؤلها. إنها مصدر إلهام لنا ولكثيرين آخرين”.
تغيرت حياة ماليشا بشكل كبير منذ أن أصبحت وجه Forest Essentials. اكتسبت أكثر من 200 ألف متابع على انستغرام، حيث تنشر صوراً ومقاطع فيديو لحياتها اليومية وعملها. كما تلقت عرضين لأفلام هوليوود، أحدهما من شركة ديزني والآخر من شركة مارفل. وقالت: “لم أتخيل أبداً أنني سأحصل على مثل هذه الفرص. أنا ممتنة ومتحمسة للغاية”.
ومع ذلك، تواجه ماليشا العديد من التحديات والمصاعب. لا تزال تعيش في منزل مؤقت بدون سقف، حيث تنام على الأرض مع عائلتها. وعليها أن توازن بين دراستها ومهامها في عرض الأزياء، وأن تتعامل مع الضغط والنقد من بعض الأشخاص الذين يعتقدون أنها لا تستحق نجاحها. وقالت: “أحيانا أشعر بالخوف والإرهاق. لكنني أتذكر دائماً من أين أتيت وما أريد تحقيقه”.
بالنسبة لماليشا، تعتبر الممثلة الهندية بريانكا شوبرا مثلها الأعلى. قالت: “إنها مثلي الأعلى. لقد أظهرت لي أن كل شيء ممكن إذا عملت بجد وآمنت بنفسك”. تريد ماليشا أيضاً استخدام شهرتها ونفوذها لمساعدة الأطفال الآخرين مثلها. وأضافت: “أريد أن أريهم أنهم يمكن أن يكونوا أي شيء يريدون أن يكونوه. لا يجب أن يخجلوا من خلفيتهم أو مظهرهم. إنهن جميلات وقويات”. وهي تستخدم هاشتاج #theprincessfromtheslum للتعبير عن فخرها وثقتها في هويتها.
قصة ماليشا هي مثال رائع يؤكد أن الموهبة والعاطفة يمكن أن تساعد في التغلب على الشدائد والتحيز. إنها ليست عارضة جميلة فحسب، بل هي إنسانة شجاعة. إنها تثبت أن الجمال لا يجب أن يرتبط يرتبط بالثروة أو المكانة، بل بالشخصية والروح.
مقالات ذات صلة
العداءة منال رستم.. أول مصرية تتسلق قمت إيفرست
ديالا غريب .. طالبة سورية تحدّت الفقر وتفوقت في الثانوية العامة
أردنية تُنقذ مطعم والدها من الإفلاس
“لقد فعلتها” جملة تلخص طريق يحيى قنديل بنهاية مشرفة
الطفلة السورية شام البكور بطلة تحدي القراءة العربي بدورته السادسة
عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة في الأردن