كان ريان الشبل يبلغ من العمر 21 عاماً فقط عندما فر من سوريا التي مزقتها الحرب في عام 2015، مخاطراً بحياته على متن قارب مطاطي للوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. ثم سافر عبر عدة بلدان بوسائل النقل العام وسيراً على الأقدام حتى وصل إلى ألمانيا، حيث كان يأمل في العثور على الأمان ومستقبل جديد.
بعد ثماني سنوات، حقق ريان أكثر مما كان يتخيل. لقد أصبح عمدة أوستلسهايم، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها 2500 نسمة تقع بالقرب من شتوتغارت، إنه أول لاجئ سوري من موجة الوافدين في عامي 2015 و 2016 يتم انتخابه في منصب سياسي بألمانيا.
بدأت رحلة الشبل الرائعة بتصميمه على تعلم اللغة الألمانية والاندماج في مجتمعه الجديد. استقر في منطقة ريفية بالقرب من الغابة السوداء، وسرعان ما حصل على تدريب كمساعد إداري، حيث تعلم الكثير من الأشياء عن الإدارة العامة.
حصل ريان على الجنسية الألمانية في عام 2022، مما سمح له بالترشح للانتخابات المحلية. قرر الترشح كمستقل لمنصب عمدة أوستلسهايم، وهي قرية مجاورة كوّن فيها العديد من العلاقات والصداقات. وقال إن تجربته في الفرار من سوريا واضطراره إلى تحمل المسؤولية عن نفسه منحته حافزاً للعمل السياسي.
أدار حملة ناجحة، مع التركيز على قضايا مثل رعاية الأطفال والرقمنة والبنية التحتية. وفاز بنسبة 55.41 في المائة من الأصوات في شهر أبريل/نيسان 2023، متغلباً على مرشحين آخرين. وسوف يتولى منصبه في يونيو/حزيران 2023.
ريان ممتن للفرصة والثقة التي منحها له سكان أوستلسهايم. وقال إنه يريد خدمة ألمانيا والمساهمة في مجتمعها الليبرالي والمتسامح. ويأمل أن تلهم قصته اللاجئين والمهاجرين الآخرين لتحقيق أحلامهم وأهدافهم.
عائلة ريان التي لا تزال تعيش في سوريا، سعيدة للغاية ولكنها فوجئت أيضاً بإنجازه. قال إنه يفتقدهم كثيراً ويأمل في لقائهم مجدداً. وذكر أنه لا يزال يتابع مباريات بايرن ميونيخ لكرة القدم على شاشة التلفزيون، كما كان يفعل عندما كان في سوريا.
تم تغطية فوز ريان على نطاق واسع في وسائل الإعلام الألمانية والدولية، ينظر إليه على أنه مثال إيجابي للاندماج في ألمانيا. إنه فخور بتمثيل أوستلسهايم وسكانها، ويتطلع إلى العمل معهم على مدى السنوات الثماني المقبلة.
