يعاني المغرب من آثار الزلزال الأعنف منذ قرن، حيث أبلغت السلطات عن وفاة أكثر من 2000 شخص حتى يوم السبت. دفعت هذه الكارثة إلى بذل جهود استجابة ،حيث سارعت القوات المسلحة وخدمات الطوارئ للوصول إلى القرى الجبلية النائية التي يوجد فيها الكثير من الضحايا المحاصرين.
كان الدم من بين الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، لأن الكثير من المصابين يحتاجون إلى عمليات نقل دم أو عمليات جراحية عاجلة. لذلك، أصدرت السلطات المغربية نداء وطنياً للشعب، حثت فيه المواطنين على إظهار التضامن والكرم في هذا الوقت العصيب.
لاقى النداء استجابة فورية كبيرة من الشعب المغربي، حيث تجمعت طوابير طويلة أمام مراكز التبرع بالدم في جميع أنحاء البلاد.
تقول فاطمة، وهي معلمة تبلغ من العمر 32 عاماً من الدار البيضاء، والتي انتظرت أكثر من ساعة للتبرع بالدم في مستشفى محلي: “نحن جميعاً مغاربة وعلينا أن ندعم بعضنا البعض”.
كما انضم المنتخب المغربي لكرة القدم إلى حملة التبرع بالدم. وقام اللاعبون والجهاز الفني صباح السبت بزيارة بنك الدم بالرباط وتبرعوا لضحايا الزلزال. كما أعربوا عن تعازيهم وتضامنهم مع الأسر والمناطق المتضررة.
وقال حكيم زياش، قائد المنتخب الوطني: “نشعر بحزن عميق إزاء هذه المأساة التي حلت ببلادنا. أردنا أن نظهر دعمنا وتعاطفنا من خلال التبرع بالدم، ونأمل أن تلهم لفتتنا الآخرين للقيام بنفس الشيء”. وأضاف: “نصلي من أجل شفاء المصابين وسلام المتوفين”.
كما أطلقت ألتراس أندية كرة القدم المغربية، والتي تضم مجموعات مشجعي الأندية، حملاتها الخاصة للتبرع بالدم، وحشدت أعضائها ومشجعيها للمشاركة. تعرف هذه المجموعات بانحيازها لفرقها، لكنها وضعت هذه الانحيازات والخلافات جانباً من أجل قضية نبيلة.
يقول حمزة، رئيس مجموعة ألتراس إيجلز، وهي مجموعة من مشجعي نادي الرجاء البيضاوي: “نحن ألتراس، لكننا أيضاً بشر. نحن نحب بلدنا ونهتم بشعبنا. قررنا تنظيم حملة التبرع بالدم لمساعدة إخواننا وأخواتنا المحتاجين”. وأضاف: “نريد أيضاً إرسال رسالة وحدة وتضامن إلى الأمة بأكملها”.
حظيت حملة التبرع بالدم أيضاً بدعم من دول مجاورة، مثل موريتانيا، التي لديها جالية كبيرة من المغتربين الذين يعيشون في المغرب. وقد دعت السفارة الموريتانية بالرباط مواطنيها إلى التبرع بالدم لضحايا الزلزال، معتبرة أن ذلك بادرة أخوة وإنسانية.
وقال محمد ولد أحمدو، سفير موريتانيا بالمغرب: “لقد تأثرنا بشدة بمعاناة إخواننا وأخواتنا المغاربة، ونشاطرهم آلامهم وحزنهم، ونحث مجتمعنا في المغرب على التبرع بالدم لضحايا الزلزال كدليل على التضامن والامتنان”. وأضاف: “المغرب هو وطننا الثاني وعلينا مساعدته في هذا الوضع الصعب”.
من المتوقع أن تستمر حملة التبرع بالدم في الأيام المقبلة، حيث ينضم المزيد من الأشخاص إلى الجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة الناجمة عن الزلزال. وقد شكرت السلطات المغربية جميع المانحين والمتطوعين على كرمهم وتعاونهم، وقالت إنهم أظهروا الروح الحقيقية للمغرب.